الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً }

{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ } أي: اذكر يوم نقلعها من أماكنها ونسيّرها في الجوّ. كما ينبئ عنه قوله تعالى:وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [النمل: 88] أو نسير أجزاءها بعد أن نجعلها هباءاً منبثاً { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } لبروز ما تحت الجبال، أي: ظهوره، بنسفها وبروز ما عداه بزوال الجبال والكثب. حتى تبدو للعيان سطحاً مستوياً، لا بناء ولا شجر ولا معلم ولا ما سوى ذلك { وَحَشَرْنَاهُمْ } أي: جمعناهم إلى موقف الحساب { فَلَمْ نُغَادِرْ } أي: نترك: { مِنْهُمْ أَحَداً } أي: لا صغيراً ولا كبيراً. كما قال:قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [الواقعة: 49-50]، وقال:ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [هود: 103].