{ هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً } عملوا أو نحتوا لهم آلهة، فيفيد أنهم عبدوها. وفي الإشارة تحقير لهم { لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم } أي: على عبادتهم أو إلهيتهم أو تأثيرهم { بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ } أي: حجة بينة وبرهان ظاهر. فإن الدين لا يؤخذ إلا به. قال القاشانيّ: دليل على فساد التقليد، وتبكيت بأن إقامة الحجة على إلهية غير الله، وتأثيره ووجوده محال. كما قال:{ إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } [النجم: 23] أي: أسماء بلا مسميات؛ لكونها ليست بشيء { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } أي: لا مساوي له في الظلم والكفر. إشارة إلى أنهم لا يأتون ببرهان. فهم ظالمون في حق الله؛ لافترائهم عليه بأن في رتبته العليا شركاء يساوونه فيها. ثم خاطب بعضهم بعضا بقولهم: { وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ... }.