الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } * { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً }

{ أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ } أي: يغوّره بكم { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } أي: ريحاً ترمي بالحصباء يرجمكم بها، فيكون أشدَّ عليكم من الغرق: { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } أي: من يتوكل بصرف ذلك عنكم { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ } أي: يقوّي دواعيكم لركوب البحر { تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ } أي: ريحاً شديدة لا تمر بشيء إلا قصفته، فتكسر السفينة وسط البحر { فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } أي: مطالباً بما فعلنا. مثل من يطالب على مُغْرِقٍ سوانا. وهذا كقوله:وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } [الشمس: 15].