{ وَقُل لِّعِبَادِي } أي: الذين آمنُوا معك. إرادة تقريب أصحابهم إلى الصواب، كأمر البعث { يَقُولُواْ } في النصيحة، الكلمة { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فلا يخاشنوا أحدا ولا يغلظوا بالقول: { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } أي: يفسد ويهيج الشر والمراء، لتقع بينهم المضارّة: { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }.
وقوله تعالى: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } خطاب لهؤلاء المشركين من قريش. أي: إن يشأ يرحمكم فيتوب عليكم برحمته وتنيبوا إليه. وإن يشأ يعذبكم بأن يخذلكم عن الإيمان، فتموتوا على الشرك فيعذبكم عليه يوم القيامة.
وقوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي: موكولاً إليك، إليك أمرهم. تقسرهم على الإيمان. وإنما أرسلناك مبشراً ونذيراً، تبلغهم رسالاتنا.