الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً }

{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } أي: وإن أعرضت عن ذوي القربى والمسكين وابن السبيل، حياء من الردّ؛ لانتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك فتعطيه، فلا تؤيسهم وقل لهم قولاً ليناً سهلاً، وعدهم وعداً جميلاً.

قال في (الكشف): { ٱبْتِغَآءَ } أقيم مقام فقدانه. وفيه لطف. فكأن ذلك الإعراض لأجل السعي لهم. وهو من وضع المسبب موضع السبب. فإن الفقد سبب للابتغاء.

قال السيوطيّ في (الإكليل): في هذه الآية الأمر بالقول الليّن عند عدم وجود ما يعطى منه. وفسره ابن زيد بالدعاء. والحسن وابن عباس بالعدة. انتهى.

وظاهر، أن القول الميسور يشمل الكل. وذهب المهايميّ إلى أن الآية في منعهم خوفا من أن يصرفوه فيما لا ينبغي. قال: أي: وإن تحقق إعراضك عمن تريد الإحسان إليهم، طلب رحمته من ربك في المنع عنهم لئلا يقعوا في التبذير، بصرف المعطي إلى شرب الخمر أو الزنا، لما عرفت من عاداتهم، فقل لهم في الدفع قولاً سهلاً عليهم، إحساناً إليهم بدل العطاء. انتهى. ولم أره لغيره، والنظم الكريم يحتمله.