{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ } أي: وكثيراً ما أهلكنا من الأمم الكافرة من بعد زمن نوح، كعاد وثمود وفرعون ممن قصت أنباؤهم في القرآن العظيم ومن لم تقص. و (القرون) جمع قرن يطلق على الزمن المعين وعلى أهله المقترنين فيه. وعلى كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد. وخص: { نُوحٍ } ولم يقل: (من بعد آدم) لأنه أول رسول آذاه قومه فاستأصلهم العذاب. ففيه تهديد وإنذار للمشركين. { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً } أي: لا يخفى عليه شيء منها. فيدرك سرها وعلنها وسيجازي عليها. والآية تدل - كما قال الزمخشريّ -: على أن الذنوب هي أسباب الهلكة، وذلك لأنه لما عقب إهلاكهم بعلمه بالذنوب علماً أتمَّ، دل على أنه جازاهم بها.