الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أي: من الكفر والتكذيب والعناد { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ أي: قرينهم، يُغويهم. أو المراد باليوم يوم القيامة. والوليّ بمعنى الناصر. وجعله ناصراً فيه، مع أنهم لا ينصرون، مبالغة في نسيان وتهكم، على حدّ (عتابه السيف) { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } أي: فالْقُرْآنُ هو الفُرقَانُ الفاصل بين الحق والباطل، وكل ما يتنازع فيه { وَهُدًى } أي: للقلوب { وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }. ثم أشار إلى عظيم قدرته في آياته الكونية الدالة على وحدانيته، إثْرَ قدرته في إحياء القلوب الميتة بالكفر، بما أنزله من وحيه وهداه ورحمته، بقوله:

{ وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ... }.