الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }

{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ } أي: صار أو دام النهار كله { مُسْوَدّاً } أي: متغيرا من الغم والحزن والغيظ والكراهية التي حصلت له عند هذه البشارة. وسواد الوجه وبياضه يعبر عن المساءة والمسرة. كنايةً أو مجازاً. { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي: مشتد الغيظ على امرأته؛ لأنه بزعمه، حصل له منها ما يوجب أشد الحياء حتى أنه { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ } أي: يستخفي منهم { مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } أي: من أجله وخوف التعيير به. ثم يفكر فيما يصنع به، وهو قوله تعالى: { أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ } أي: محدثا نفسه متفكراً في أن يتركه على هوان وذلّ، لا يورثه ولا يعتني به، ويفضل ذكور ولده عليه { أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ } أي: يخفيه ويدفنه فيه حيّاً { أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } أي: حيث يجعلون الولد، الذي هذا شأنه من الحقارة والهون عندهم، لله تعالى وتقدس. ويجعلون لأنفسهم من هو على عكس هذا الوصف.