{ وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } معطوف على قوله:{ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ } [النحل: 51] أو على الخبر، أو مستأنف. { وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً } أي: العبادة لازمة له وحده. ولزومها له ينافي خوف الغير، إذ يقتضي تخصيصه تعالى بالرهبة والخشية، وهذا كقوله:{ أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران: 83] { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } أي: وهو مالك النفع والضر. { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ } أي: فمن فضله وإحسانه { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } أي: لا تتضرعون إلا إليه، لعلمكم أنه لا يقدر على كشفه إلا هو سبحانه. والجؤار: رفع الصوت. يقال: جأر إذا أفرط في الدعاء والتضرع، وأصله صياح الوحش. { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } أي: بنسبة النعمة إلى غيره ورؤيتها منه. وكذا بنسبة الضر إلى الغير، وإحالة الذنب في ذلك عليه، والاستعانة في رفعه به. وذلك هو كفران النعمة، والغفلة عن المنعم المشار إليهما بقوله: { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } أي: من نعمة الكشف عنهم. واللام للعاقبة والصيرورة { فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي: وبال ذلك الكفر. وفيه إشعار بشدة الوعيد، وأنه إنما يعلم بالمشاهدة، ولا يمكن وصفه، فلذا أبهم. وللقاشانيِّ وجه آخر قال: أو فسوف تعلمون، بظهور التوحيد، أن لا تأثير لغير الله في شيء. ثم بيَّن تعالى من مثالب المشركين بقوله: { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً... }.