{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } وهم المؤمنون { مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً } أي: أنزل خيراً، أي: رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به. ثم أخبر سبحانه عما وعد به عباده بقوله: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } أي: لمن أحسن عمله. مكافأة في الدنيا بإحسانهم. ولهم في الآخرة ما هو خير منها. فقوله: { فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا } متعلق بـ { حَسَنَةٌ } كتعلقه بـ { أَحْسَنُواْ }. قال الشهاب: والحسنة التي في الدنيا الظفر وحسن السيرة وغير ذلك. وهذه الآية كقوله تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل: 97]. وقوله:{ فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } [آل عمران: 148] وقال تعالى:{ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } [آل عمران: 198] وقال:{ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } [الأعلى: 17]، ثم وصف تعالى الدار الآخرة بقوله: { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ }.