الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

{ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } أي: يذلهم ويهينهم بعذاب الخزي، لقوله تعالى:رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران: 192] { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } أي: تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم. وفيه تقريع وتوبيخ بالقول، واستهزاء بهم. إذْ أضاف الشركاءَ إلى نفسه لأدنى ملابسة، بناءً على زعمهم، مع الإهانة بالفعل المدلول عليها بقوله: { يُخْزِيهِمْ }. أي: ما لهم لا يحضرونكم ليدفعوا عنكم! لأنهم كانوا يقولون: إن صح ما تقول فالأصنام تشفع لنا. فهو كقوله:أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [الأنعام: 22] وقيل: حكى عن المشركين زيادة في توبيخهم. { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } وهم الأنبياء أو العلماء، الذين كانوا يدعونهم إلى الحق فيشاقونهم { إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ } أي: الفضيحة والعذاب { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي: المشركين به تعالى، ما لا يضرهم ولا ينفعهم. وإنما قال: { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } هذا شماتة بهم، وزيادة إهانة بالتوبيخ بالقول، وتقريراً لما كانوا يعظونهم، وتحقيقاً لما أوعدوهم به.