{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي: لم ينزل شيئاً، إنما هذا الذي يتلى علينا أحاديث الأولين، استمدها منها. كما قال تعالى:{ وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الفرقان: 5] { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي: قالوا ذلك ليحملوا أوزارهم الخاصة بهم، وهي أوزار ضلالهم في أنفسهم، وبعض أوزار من أضلوهم. كقوله تعالى:{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [العنكبوت: 13] فاللام في قوله { لِيَحْمِلُواْ } لام العاقبة. لأن ما ذكر مترتب على فعلهم ولا باعثاً إما مجازاً. وإما حقيقة، على معنى أنه قدّر صدوره منهم ليحملوا، وقد قيل: إنها للتعليل وإنها لام أمر جازمة. والمعنى: إن ذلك متحتم عليهم. فيتم الكلام عند قوله: { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } كذا في (العناية). وقوله تعالى: { بِغَيْرِ عِلْمٍ } قال الزمخشريّ: حال من المفعول. أي: من لا يعلم أنهم ضُلاّل. وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه، وإن لم يعلم؛ لأنه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز بين المحق والمبطل. فجهله لا يعذره { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } أي: ألا بئس ما يحملون. ففيه وعيد وتهديد.