الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ٱجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } أي: إماما يقتدى به، كقوله تعالى:إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } [البقرة: 124] أو كان وحده أمةً من الأمم، لاستجماعه كمالات لا توجد في غيره { قَانِتاً لِلَّهِ } أي: خاشعاً مطيعاً له، قائماً بما أمره { حَنِيفاً } أي: مائلاً عن كل دين باطل إلى الدين الحق { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ } أي: قائماً بشكر نعم الله عليه، مستعملاً لها على الوجه الذي ينبغي، كقوله تعالى:وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } [النجم: 37] أي: قام بجميع ما أمره الله تعالى به { ٱجْتَبَاهُ } أي: اختاره واصطفاه للنبوّة { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو عبادة الله وحده لا شريك له، على شرع مرضيّ.