الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ } * { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } * { عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ ;لَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ } أي: أجزاء، جمع (عضة) يعني كفار مكة. قالوا: سحر. وقالوا: كهانة. وقالوا: أساطير الأولين. وهو مبتدأ خبره { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: من التقسيم فنجازيهم عليه. وجوز تعلق { كَمَآ } بقوله: { لَنَسْأَلَنَّهُمْ } أي: لنسألنهم أجمعين مثل ما أنزلنا. فيكون { كَمَآ } رأس آية و (المقتسمون) حينئذ، إما مَن تقدم، أو المشركون. ويعني بالإنزال عليهم إنزال الهداية التي أَبَوْها. وجوز جعل الموصول مفعولاً أول للنذير، أو لما دل عليه من أنذر. أي النذير. أو أنذر المعضين الذين يجزئون القرآن إلى سحر وشعر وأساطير، مثل ما أنزلنا على المقتسمين. وجوز جعل { كَمَآ } متعلقاً بقوله تعالىوَلَقَدْ آتَيْنَاكَ } [الحجر: 87] أي: أنزلنا عليك كما أنزلنا على أهل الكتاب الذين جزءوا القرآن إلى حق وباطل. حيث قالوا: قسم منه حق موافق لما عندنا. وقسم باطل لا يوافقه. أو القرآن هو مقروؤهم. أي: قسموا ما قرءوا من كتبهم وحرفوه. فأقروا ببعضه وكذبوا ببعضه. والله أعلم.