الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقُلْ إِنِّيۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ } * { كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ }

{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } يعني: قد أوتيت النعمة العظمى، التي كل نعمة وإن عظمت، فهي إليها حقيرة. وهي القرآن العظيم. فعليك أن تستغني ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به، من زخارف الدنيا وزينتها، أصنافاً من الكفار متمنيا لها. فإنه مستحقر بالإضافة إلى ما أوتيته. وفي التعبير عما أوتوه (بالمتاع) إنباء عن وشك زوالها عنهم.

{ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي: لعدم إيمانهم، المرجو بسببه تقوي ضعفاء المسلمين بهم { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي: تواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وضعفائهم. وطب نفساً عن إيمان الأغنياء والأقوياء.

{ وَقُلْ إِنِّيۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ } أي: المنذر المظهر للعذاب لمن لم يؤمن { كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ } أي: مثل ما أنزلنا من العذاب على المقتسمين. أو إنذاراً مثل ما أنزلنا. قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: المقتسمون أصحاب صالح عليه السلام, الذين تقاسموا بالله: لَنُبَيِّتَنَّهُ وأهله فأخذتهم الصيحة، كما مر. فالاقتسام من (القسم) لا من القسمة. وهذا التأويل اختاره ابن قتيبة.