الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }

{ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } { إِن } مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف. أي: وإن الشأن كان أصحاب الأيكة. وهم قوم شعيب عليه السلام. كانوا يسكنون أيكة، وهي بقعة كثيرة الأشجار، فظلموا بأنواع من الظلم، من شركهم بالله وقطعهم الطريق ونقصهم المكيال والميزان. فبعث الله إليهم شعيباً عليه السلام فكذبوه.

{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي: بعذاب الظلة، وهي سحابة أظلتهم بنار تقاذفت منها، فأحرقتهم { وَإِنَّهُمَا } يعني قرى قوم لوط والأيكة { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } أي: طريق واضح. وقد كانوا قريباً من قوم لوط، بعدهم في الزمان ومسامتين لهم في المكان. ولهذا لما أنذرهم شعيب قالوَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } [هود: 89].

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } يعني ثمود، كذبوا صالحاً عليه السلام. ومن كذب واحداً من الأنبياء عليهم السلام، فقد كذب الجميع؛ لاتفاقهم على التوحيد والأصول التي لا تختلف باختلاف الأمم والأعصار. و { ٱلحِجْرِ } واد بين المدينة والشام كانوا يسكنونه. معروف، يجتازه ركب الحج الشامي.

{ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يعني بالآيات ما دلهم على صدق دعوى نبيهم. كالناقة التي أخرجها الله لهم بدعاء صالح من صخرة صماء. وكانت تسرح في بلادهم.لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [الشعراء: 155] فلما عتوا وعقروها، قال:تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [هود: 65].