{ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } أي: هلا تأتينا بالملائكة يشهدون بصدقك ويعضدونك على إنذارك كقولهم:{ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } [الفرقان: 7]. وقول فرعون:{ فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [الزخرف: 53].
ثم أشار إلى جواب مقالهم، وردّ مقترحهم بقوله تعالى: { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ } أي: عليهم فيأتونهم ويشاهدونهم { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } أي: الحكمة التي جرت بها السنّة الإلهية، وهو العذاب { وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } أي: مؤخَّرين. كقوله تعالى:{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً * يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } [الفرقان: 21-22].
ثم أشار إلى ردّ إنكارهم التنزيل مع تسلية وبشارة عظيمة، بقوله تعالى:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ... }.