{ قَالَ } أي: إبراهيم، بعد أن ذهب عنه الروع { فَمَا خَطْبُكُمْ } أي: أمركم الخطير الذي لأجله أرسلتم، سوى البشارة { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي: إلى إهلاكهم. يعنون قوم لوط { إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي: الباقين مع الكفرة، لتهلك معهم. وإسناد التقدير لهم مجازي من باب قول خواص الملك (دبرنا كذا وأمرنا بكذا) وإنما يعنون دبر الملك وأمر. هذا إذا كان { قَدَّرْنَآ } بمعنى: أردنا وقضينا. وإن كان بمعنى علمنا، فلا غرو في علم الملائكة ذلك، بإخباره تعالى إياهم به. ومن الناس من يجعل { قَدَّرْنَآ } من كلامه تعالى، غير محكي عن الملائكة. قال في (الانتصاف): وهو الظاهر لاستغنائه عن التأويل.