{ وَقَدْ مَكَرُواْ } أي: بالنبي صّلوات الله عليه { مَكْرَهُمْ } أي: العظيم أي: الذي استفرغوا فيه جهدهم لإبطال الحق وتقرير الباطل { وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ } أي: جزاء مكرهم { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } أي: في العظم والشدة { لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } أي: مُسَوى وَمُعدّاً لإزالة الجبال عن مقارّها، لتناهي شدته. وجوّز في { إِن } كونها نافية واللام مؤكدة لها. والمعنى: ومحال أن تزول الجبال بمكرهم. على أن الجبال مثل (أي: استعارة تمثيلية) لآيات الله وشرائعه؛ لأنها بمنزلة الجبال الراسية ثباتاً وتمكناً. وينصره قراءة ابن مسعود: (وما كان مكرهم). وقرئ " لَتَزُولُ " بلام الابتداء أي: هو من الشدة بحيث تزول منه الجبال وتنقلع من أماكنها.