الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ فَي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ }

{ رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ فَي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } لأن الكل خلقهأَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } [الملك: 14].

قال الزمخشريّ: المعنى: إنك أعلم بأحوالنا وما يصلحنا وما يفسدنا منا. وأنت أرحم بنا بأنفسنا ولها. فلا حاجة إلى الدعاء والطلب. وإنما ندعوك إظهاراً للعبودية لك، وتخشعاً لعظمتك، وتذللاً لعزتك، وافتقاراً إلى ما عندك، واستعجالاً لنيل أياديك، وولَهاً إلى رحمتك. وكما يتملق العبد بين يدي سيده رغبة في إصابة معروفه، مع توفر السيد على حسن الملكة.

وعن بعضهم: أنه رفع حاجته إلى كريم فأبطأ عليه النجح. فأراد أن يذكّره فقال: مثلك لا يذكّر استقصاراً ولا توهماً للغفلة عن حوائج السائلين. ولكنّ ذا الحاجة لا تدعه حاجته أن لا يتكلم فيها. انتهى.

وجُوَّز في قوله: { وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } إلخ، أن يكون من كلامه تعالى، تصديقاً لإبراهيم، أو من كلامه عليه السلام.