الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }

{ رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } أي: بعض أولادي. وهم إسماعيل ومن ولد منه { بِوَادٍ } هو وادي مكة { غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } أي: لا يكون فيه زرع { عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ } أي: الذي حرمت التعرض له والتهاون به { رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي: لكي يأتوا بعبادتك مقوّمة في ذلك الموضع. وهو متعلق بـ (أَسْكَنتُ) أي: ما أسكنتّهم هذا الوادي إلا ليقيموا الصلاة عند بيتك المحرم ويعمروه بذكرك وعبادتك وحدك. وتكرير النداء وتوسيطه لإظهار كمال العناية بإقامة الصلاة.

{ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ } أي: تسرع إليهم وتطير نحوهم شوقاً فيأنسوا ويتعارفوا فيتآلفوا ويعودوا على بعضهم بالمنافع { وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ } أي: فتجلبها إليهم التجار { لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } أي: نعمة إقامتهم عند بيتك المحرم بالصلاة فيها، على كمال الإخلاص والتوحيد، مع فراغ القلب.