الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ }

{ وَٱسْتَفْتَحُواْ } أي: سألوا من الله الفتح على أعدائهم، أو القضاء بينهم وبين أعدائهم. من (الفتاحة) وهي الحكومة كقوله:رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } [الأعراف: 89] فالضمير للرسل، وقيل: للكفرة، وقيل: للفريقين. فإنهم سألوا أن ينصر المحقّ ويهلك المبطل. وقوله: { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } أي: فنصروا عند استفتاحهم وأَفلحوا { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } وهم قومهم. أو استفتح الكفار على الرسل وخابوا ولم يفلحوا. وإنما قيل: { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } ذماً لهم وتسجيلاً عليهم بالتجبّر والعناد. أو استفتحوا جميعاً فنَصَرَ الرسلَ وأَنْجَزَ لَهُم الوعد وخاب أعداؤهم. و (الجبار) المتكبر على طاعة الله تعالى وعبادته. و (العنيد) المعاند للحقّ، كخليط بمعنى مخالط.