الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } ومعناه: وأي: عذر لَنا في أن لا نتوكل عليه { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي: أرشد كلاً منّا سبيله ومنهاجه الذي شرع له، وأوجب عليه سلوكه في الدين. وحيث كانت أذية الكفار مما يوجب القلق والاضطراب القادح في التوكل، قالوا على سبيل التوكيد القسميّ، مظهرين لكمال العزيمة: { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا } أي: من الكلام السّيئِّ والأفعال السخيفة. وقوله: { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } فيه اهتمام بالتوكل عليه سبحانه؛ لأن مقام الدعوة يقتضيه. ولذا أعيد ذكره.