{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بدل من{ مَنْ أَنَابَ } [الرعد: 27] أي: آمنوا بالله ورسوله وكتابه { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ } أي: تسكن وتخشى عند ذكره، وترضى به مولى ونصيراً. والعدول إلى صيغة المضارع لإفادة دوام الاطمئنان واستمراره { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } أي: بذكره دون غيره تسكن القلوب أنساً به، واعتماداً عليه، ورجاءً منه؛ وقدر بعضهم مضافاً. أي: بذكر رحمته ومغفرته، أو بذكر دلائله الدالة على وحدانيته؛ ورأى آخرون أن المراد { بِذِكْرِ ٱللَّهِ } القرآن، لأنه يسمى ذكراً، كما قال تعالى:{ وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ } [الأنبياء: 50]، وقال سبحانه:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9] لأنه آية بيّنة تسكن القلوب وتثبت اليقين فيها. وهذا المعنى يناسب قوله:{ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } [يونس: 20] أي: هؤلاء ينكرون كونه آية. والمؤمنون يعلمون أنه أعظم آية تطمئن لها قلوبهم ببرد اليقين، قال الشهاب: وهو أنسب الوجوه.