الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ } أي: للمؤمنين الذين استجابوا لربهم بطاعته وطاعة رسولِه، المثوبةُ الحسنى كما قال تعالى:لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26] فالحسنى مبتدأ قدم عليه خبره الموصول { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ } وهم الكفرة { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } أي: بما في الأرض ومثله معه من أصناف الأموال، ليتخلَّصوا عما بهم. وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيان. ولأجله عدل عن أن يقال: وللذين لم يستجيبوا السوءى، كما تقتضيه المقابلة { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ } أي: في الدار الآخرة، فيناقشون على الجليل والحقير { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } أي: المستقر. وفي قوله: { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } إشعار بتفسير الحسنى بالجنة، لانفهامها من مقابلتها.