الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ قَالُوۤاْ } أي: استغراباً وتعجباً من أن هذا لا يعلمه إلا يوسف: { أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ } أي: الذي فعلتم به ما فعلتم، { وَهَـٰذَا أَخِي } أي: من أبويّ.

قال أبو السعود: زادهم ذلك مبالغة في تعريف نفسه، وتفخيماً لشأن أخيه، وتكملة لما أفاده قوله:هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ } [يوسف: 89] حسبما يفيده قوله:

{ قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ } فكأنه قال: هل علمتم ما فعلتم بنا من التفريق والإذلال، فأنا يوسف، وهذا أخي، قد منّ الله علينا بالخلاص مما ابتلينا به، والاجتماع بعد الفرقة، والعزة بعد الذلة، والأنس بعد الوحشة.

ثم علل ذلك بطريق الاستئناف التعليلي بقوله: { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ } أي: ربه في جميع أحواله، { وَيَصْبِرْ } أي: على الضراء، وعن المعاصي { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي: أجرهم. وفي وضع الظاهر موضع الضمير، تنبيها على أن المنعوتين بالتقوى والصبر، موصوفون بالإحسان.