الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُواْ تَاللهِ تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَالِكِينَ }

{ قَالُواْ } أي: أولاد يعقوب؛ لأبيهم على سبيل الرفق به، والشفقة عليه: { تَاللهِ تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً } أي: مريضاً مشرفاً على الهلاك، { أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَالِكِينَ } أي: بالموت. يقولون: إن استمر بك هذا الحال، خشينا عليك الهلاك والتلف، واستدل به على جواز الحلف بغلبة الظن. وقيل: إنهم علموه، لكنهم نزلوه منزلة المنكر، فلذا أكدوه. و { تَفْتَؤُاْ } مضارع فتئ، مثلثة التاء يستعمل مع النفي ملفوظاً أو منويا، لأن موضعه معلوم، فيحذف للتخفيف كقوله:
فقلت يمين الله أبرح قاعداً   ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
أي: لا أبرح. ومعنى (لا تفتأ): لا تزال ولا تبرح.