الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }

{ قَالَ } أي: لهم أبوهم { لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ } أي: بهذه المقالة { حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } أي: عهداً منه، ويمينا به، لتردنه عليّ { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } أي: تغلبوا كلكم، فلا تقدرون على تخليصه وأصله من: (أحاط به العدو): سد عليه مسالك النجاة، ودنا هلاكه.

{ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي: شهيد رقيب. والقصد حثهم على ميثاقهم بتخويفهم من نقضه بمجازاته تعالى.

قال ابن إسحاق: وإنما فعل ذلك لأنه لم يجد بداً من بعثهم لأجل الميرة التي لا غنى بهم عنها.

لطيفة

قال الناصر: ولقد صدقت هذه القصة المثل السائر، وهو قولهم: (البلاء موكل بالمنطق) فإن يعقوب عليه السلام قال أولاً في حق يوسف:وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ } [يوسف: 13] فابتلي من ناحية هذا القول. وقال ههنا ثانياً: { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } أي: تغلبوا عليه، فابتلي أيضاً بذلك، وأحيط بهم وغلبوا عليه. انتهى.