الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يٰبُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ } أي: الذي يرد الماء ويستقي لهم { فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ } أي: أرسلها في الجب ليملأها، فتعلق بها يوسف للخروج، فلما رآه { قَالَ يٰبُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلاَمٌ } وقرئ " يا بشراي " بالإضافة والمنادى محذوف. أو نزلت منزلة من ينادي. ويقال: إن هذه الكلمة تستعمل للتبشير من غير قصد إلى النداء.

قال الزجاج: معنى النداء في هذه الأشياء التي لا تجيب هو تنبيه المخاطبين، وتوكيد القصة. فإذا قلت: يا عجباه؛ فكأنك قلت: اعجبوا.

و (الغلام): الطارّ الشارب. أو من ولادته إلى أن يشب. والتنوين للتعظيم.

{ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } أي: أخفوه متاعاً للتجارة. فـ { بِضَاعَةً } حال. وفي (الفرائد): أنه ضمن: (أَسَرّوهُ } معنى (جَعَلوهُ). أي: جعلوه بضاعة مسرين، فهو مفعول به، أو مفعول له. أي: لأجل التجارة. و (البضاعة) من البضع، وهو القطع، لأنه قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة: { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }.