ومحلة شمل المكاره أهلهَا | | وتقلّدوا مشنوءَةَ الأسماءِ |
دارٌ يُهابُ بها اللئامُ وتُتَّقَى | | وتَقِلُّ فيها هيبةُ الكرماءِ |
ويقول عِلْجٌ ما أَرَادَ ولا ترى | | حرّاً يقول برقة وحياءِ |
ويرقّ عن مسّ الملاحة وجهُهُ | | فيصونه بالصمت والإغضاءِ |
خَرَجْنَا من الدنيا وَنَحْنُ من أهلها | | فلسنا من الأحياء فيها ولا الموتَى |
إِذَا جاءَنَا السجّانُ يوماً لحاجةٍ | | عَجِبْنَا وقلنا جَاءَ هَذَا مِنَ الدُّنيَا |
قالوا حُبِسْتَ فقلت ليس بضائري | | حبسي، وأيُّ مهندٍ لا يُغْمَدُ؟ |
أَوَ مَا رأيتَ الليثَ يألَفُ غَابَهُ | | كِبْراً، وأوباشُ السّباعِ تَرَدّدٌ |
والبدرُ يُدْرِكُهُ المحاقُ فَتَنْجِلي | | أيّامُهُ وكأنه مُتَجَدّدُ |
ولكل حالٍ مُعْقِبٌ وَلَرُبّما | | أجْلَى لك المكروهُ عَمّا تحْمَدُ |
والسجنُ، ما لم تَغْشَهُ لِدَنِيّةٍ | | شَنْعَاء، نعم المنزل المتورد |
بيت يُجَدّدُ للكريمِ كَرَامَةً | | فنُزَار فيه ولا يَزُورُ وَيُحْفدُ |
أما في رسول الله يوسفَ أسوةٌ | | لمثلك محبوساً على الجَورْ والإفْكِ |
أَقَامَ جميلَ الصّبْر في السجن برهةً | | فآل بِهِ الصبرُ الجميلُ إلى الملْكِ |