الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }

{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ } أي: صريحاً، ورَضِي به الباقون { لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ } أي: لأن القتل من الكبائر التي يخاف معها سدّ باب الصلاح وإنما أظهره في مقام الإضمار استجلاباً لشفقتهم عليه، أو استعظاماً لقتله. { وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } أي: في غوره. و { ٱلْجُبِّ }: البئر التي لا حجارة فيها. { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ } أي: بعض الأقوام الذين يسيرون في الأرض، فيتملكه فلا يمكنه الرجوع إلى أبيه، فيحصل مطلوبكم من غير ارتكاب كبيرة يخاف معها سدّ باب الصلاح.

{ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } أي: عازمين مصرين على أن تفرقوا بينه وبين أبيه. وقد روي أن القائل هو أخوهم الأكبر، بكر يعقوب (رؤوبين).

ولما تواطؤوا على رأيه:

{ قَالُواْ يَٰأَبَانَا... }.