{ وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } أي: غاية تمكنكم واستطاعتكم، أو على جهتكم وحالكم التي أنتم عليها، من كفركم وعداوتكم { إِنِّي عَٰمِلٌ } أي: على مكانتي التي كنت عليها من الثبات على الإسلام والمصابرة. { سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } أي: منتظر لهلاككم. وفي زيادة (معكم) إظهار منه عليه السلام لكمال الوثوق بأمره. قال الزمخشري: فإن قلت: أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في { سَوْفَ تَعْلَمُونَ }؟ قلت: إدخال الفاء وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها وصل خفيّ تقديريّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا، وعلمت أنت؟ فقال: { سَوْفَ تَعْلَمُونَ }! فوصل تارة بالفاء، وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة، كما هو عادة بلغاء العرب، وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف. اهـ - أي: للإشعار بأنه مما يسأل عنه، ويعتني به، ولذا كان أبلغ في التهويل.