الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }

{ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ } معلمة عنده { وَمَا هِيَ } أي: تلك الحجارة { مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } أي: بالشرك وغيره { بِبَعِيدٍ } ، فإنهم بسبب ظلمهم مستحقون لها، وملابسون بها. وفيه وعيد شديد لأهل الظلم كافة. وقيل: الضمير للقرى، أي: هي قريبة من ظالمي مكة، يمرون بها في أسفارهم إلى الشام، وقد صار موضع تلك المدن بحر ماء أجاج لم يزل إلى يومنا هذا ويعرف بـ (البحر الميت)، لأن مياهه لا تغذي شيئاً من جنس الحيوان، وبـ (بحر الزفت) أيضاً، لأنه ينبعث من عمق مقره إلى سطحه، فيطفو فوقه، وبـ (بحيرة لوط) والأرض التي تليها قاحلة، لا تنبت شيئاً.

قال أبو السعود: وتذكير { بَعِيدٍ } على تأويل (الحجارة) بالحجر، أو إجرائه على موصوف مذكر، أي: بشيء بعيد، أو لأنه على زنة المصدر كـ (الزفير) و (الصهيل). والمصادر، يستوي في الوصف بها، المذكر والمؤنث.