{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } أي: جماعة من الأوقات محصورة.
والعذاب هو عذاب الآخرة، أو عذاب الدنيا ببدر، أو هلاك المستهزئين الذين ماتوا قبل بدر { لَّيَقُولُنَّ } أي: استهزاء { مَا يَحْبِسُهُ } أي: عنا. { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم } أي: دار ونزل بهم { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي: العذاب الذي كانوا به يستعجلون.
لطيفة
(الأمة) تستعمل في الكتاب والسنة في معان متعددة، فيراد بها الأمد، كما هنا وقوله في يوسف:{ وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } [يوسف: 45]. والإمام المقتدى به، كقوله:{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ } [النحل: 120]. والملة والدين كآية:{ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } [الزخرف: 22]، والجماعة كآية:{ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } [القصص: 23] وقوله تعالى:{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } [النحل: 36]. أفاده ابن كثير.
ثم أخبر سبحانه عن الإنسان، وما فيه من الصفات الذميمة، إلا من رحم الله من عباده المؤمنين، بقوله تعالى:
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ... }.