{ يَٰإِبْرَٰهِيمُ } أي: قيل له: يا إبراهيم! { أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ } أي: الجدال { إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ } أي: حكمه بهلاكهم { وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } أي: بجدال، ولا بدعاء، ولا بغيرهما. فوائد قال بعض المفسرين: لهذه الآيات ثمرات: وهي أن حصول الولد المخصص بالفضل نعمة، وهلاك العاصي نعمة، لأن البشرى قد فُسِّرَتْ بولادة إسحاق، كما في آخر الآية، وهي:{ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ } [هود: 71] إلخ وفُسِّرَتْ بهلاك قوم لوط. ومنها: استحباب نزول المبشَّر على المبشَّر، لأن الملائكة أرسلهم الله بذلك. ومنها: أنه يستحبّ للمبشر تلقى ذلك بالطاعة، شكراً لله تعالى على ما بُشر به. وحكى الأصمّ أنهم جاؤوه في أرض يعمل فيها، فلما فرغ غرز مسحاته، وصلى ركعتين. ومنها: أن السلام مشروع، وأنه ينبغي أن يكون الردّ أفضل، لقول إبراهيم: { سَلاَمٌ } بالرفع، كما تقدم سره - انتهى. ومنها: مشروعية الضيافة، والمبادرة إليها، واستحباب مبادرة الضيف بالأكل منها. ومنها: استحباب خدمة الضيف، ولو للمرأة، لقول مجاهد: وَامْرَأَتُهُ قَائِمَة - أي: في خدمة أضياف إبراهيم. قال في (الوجيز): وكن لا يحتجبن، كعادة العرب ونازلة البوادي، أو كانت عجوزاً، وخدمة الضيفان من مكارم الأخلاق. ومنها: جواز مراجعة المرأة الأجانب في القول، وأن صوتها ليس بعورة. كذا في (الإكليل). ومنها: أن امرأة الرجل من أهل بيته، فيكون أزواجه عليه الصلاة والسلام من أهل بيته. ويأتي ذلك أيضاً في آية:{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } [هود: 81].