الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ }

{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } أي: خيفة إرادة المكروه منهم بعرفانهم { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ } أي: بدل الروع { يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } أي في هلاكهم، استعطافاً لدفعه.

روي أنه قال: أتهلك البارّ مع الأثيم، أتهلكها وفيهم خمسون بارا؟ حاشا لك! فقيل له: إن وجد فيهم خمسون بارا فنصفح عن الجميع لأجلهم! فقال: أو أربعون؟ فقيل: أو أربعون! وهكذا إلى أن قال: أو عشرة، فقيل له: لا نهلكها من أجل العشرة، إلا أنه ليس فيها عشرة أبرار، بل جميعهم منهمك في الفاحشة. فقال: إنه فيها لوطاً! فقيل: نحن أعلم بمن فيها، لننجينّه.

و { يُجَادِلُنَا } جواب (لّما) جيء به مضارعاً على حكاية الحال. أو أن (لما) كـ (لَوْ) تقلب المضارع ماضياً، كما أن (إنْ) تقلب الماضي مستقبلاً. أو الجواب محذوف، والمذكور دليله أو متعلق به.