الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ }

{ وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ } أي: الملائكة الذين أرسلناهم لإهلاك قوم لوط { إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ } أي: بولد وولده. ثم بين أنهم قدّموا على التبشير ما يفيد سروراً، ليكون التبشير سروراً فوق سرور، بقوله تعالى: { قَالُواْ سَلاَماً } أي: سلمنا عليك سلاما { قَالَ سَلاَمٌ } أي: عليكم سلام، أو سلام عليكم. رفعه، إجابة بأحسن من تحيتهم، لأن الرفع أدل على الثبوت من النصب.

ثم أشار إلى إحسان ضيافتهم بقوله: { فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } أي: مشويّ، أو سمين يقطر وَدَكَه، لقوله:بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [الذاريات: 26].

وفي { مَا } ثلاثة أوجه: أظهرها أنها نافية، وفاعل { لَبِثَ } إما ضمير { إِبْرَاهِيمَ } و { أَن جَآءَ } مقدر بحرف جر متعلق به، أي: ما أبطأ في، أو بأن أو عن { أَن جَآءَ } وإما { أَن جَآءَ } أي: فما أبطأ، ولا تأخر مجيئه بعجل. وثاني الأوجه أنها مصدرية. وثالثها أنها بمعنى (الذي) وهي فيهما مبتدأ، و { أَن جَآءَ } خبره على حذف مضاف. أي: فلبثته، أو الذي لبثه قدر مجيئه.