{ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي: جعلت تابعة لهم في الدارين، أي: لازمة. قال أبو السعود: والتعبير عن ذلك بالتبعية للمبالغة، فكأنها لا تفارقهم، وإن ذهبوا كل مذهب، بل تدور معهم حيثما داروا. ولوقوعه في صحبة أتباعهم رؤساءهم. يعني: أنهم لما اتبعوهم أتبعوا ذلك جزاءً وفاقاً. { أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } إذ عبدوا غيره - وتقدم تعدية (كفر) - { أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } دعاء عليهم بالهلاك أو باللعنة، وفيه من الإشعار بالسخط عليهم، والمقت، ما لا يخفى فظاعته. وتكرير حرف التنبيه، وإعادة { عَادٍ } للمبالغة في تهويل حالهم، والحث على الاعتبار بنبئهم. و { قَوْمِ هُودٍ } عطف بيان لـ { عَادٍ } فائدته النسبة بذكره عليه السلام، الذي إنما استحقوا الهلاك بسببه، كأنه قيل: عاد قوم هود الذي كذبوه. وتناسب الآي بذلك أيضاً، فإن قبلها{ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } [هود: 59]. وقبل ذلك { حَفِيظٌ } و { غَلِيظٍ } ، وغير ذلك مما هو على وزن (فعيل) المناسب لـ (فعول) في القوافي - والله أعلم.