{ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. ثم بيّن تعالى إعراضهم بجسمهم أيضاً، إثر الإشارة إلى توليهم بقلبهم، بقوله: { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } أي: يزورون عن الحق واستماعه بصدورهم { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } أي: في قلوبهم { وَمَا يُعْلِنُونَ } أي: يجهرون بأفواههم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي: بما في ضمائر القلوب. ونظير ما حكي هنا عن مشركي مكة من كراهتهم لاستماع كلامه تعالى، ما قاله تعالى عن قوم نوح:{ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } [نوح: 7]. وما ذكرناه هو أظهر ما تحمل عليه الآية - والله أعلم.