الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ }

{ وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } أي: للتخلص من عذابهم { بِأَعْيُنِنَا } أي بحفظنا وكلاءتنا، كأن معه من الله عزّ وجل حفاظاً وحراساً، يكلأونه بأعينهم من التعدي من الكفرة، ومن الزيغ في الصنعة { وَوَحْيِنَا } أي: إليك، كيف تصنعها. وتعليمنا وإلهامنا. قيل: لم يكن قبله سفينة { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أي: ولا تدعني، في استدفاع العذاب عنهم، بشفاعتك { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } أي محكوم عليهم بالطوفان، وقد وجب ذلك، فلا سبيل إلى كفّه، كقوله تعالى:يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } [هود: 76].