الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ }

{ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } أي: رزقه وأمواله { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } أي: أنا أدعي الفضل بالنبوة، لا بالغنى وكثرة المال، ولا بالاطلاع على الغيب، ولا بالملكية، حتى تنكروا فضلي بفقدان ذلك { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ } أي: تحتقرهم، وهم الفقراء المؤمنون { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً } أي: في الدنيا والآخرة، لهوانهم عليه، كما تقولون، إذ الخير عندي ما عند الله، لا المال { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } أي: من الخير، مني ومنكم، وهو أعرف بقدرهم وخطرهم، وما يعلم أحد قدر خيرهم لعظمه - قاله القاشانيّ - وحمل غيره هذا على تفويض ما في أنفسهم من الإيمان إلى علم الله، إرشاداً إلى أن اللائق لكل أحد أن لا يبتّ القول إلا فيما يعلمه يقيناً، ويبني أموره على الشواهد الظاهرة، ولا يجازف فيما ليس فيه على بينة ظاهرة. { إِنِّيۤ إِذاً } أي: إذا قلت ذلك { لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ } أي: لبخس حقهم، وحطّ قدرهم. فإن الإيمان الظاهر منهم، رفع شأنهم، فإذا ضموا إلى ذلك، الإيمان القلبي، كما هو الظاهر منهم، فلهم جزاء الحسنى، فمن قطع لهم بعدم نيل الخير، بعدما آمنوا، كان ظالماً، وفيه تعريض بأنهم ظالمون في ازدرائهم.