الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }

{ وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ } أي: فإن أفادكم طردُهم تعززَكم، فإني أستوجب قهره بطردهم، ومن يدفعه عني؟ وفيه إعلام بأن الطرد ظلم موجب لحلول السخط قطعاً، وإنما لم يصرح به إشعاراً بأنه غنيّ عن البيان، لا سيما وقد تقدم ما يلوح به من كرامتهم بإيمانهم بالله واليوم الآخر. { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } تتعظون فتنزجروا عما تقولون؟

تنبيه

قال بعضهم: ثمرة ذلك وجوب تعظيم المؤمن، وتحريم الاستخفاف به، وإن كان فقيراً عادماً للجاه، متعلقاً بالحرف الوضيعة، لأنه تعالى حكى كلام نوح، وتجهيله للرؤساء، لما طلبوا طرد من عدوّه من الأراذل. وهي نظير قوله تعالى:وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } [الأنعام: 52].

ثم أشار إلى أنه عليه السلام بشر مثلهم، أوثر بالوحي والرسالة. فلا يدعي ما ليس له، بقوله:

{ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ... }.