{ وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } أي فلا يخفى عليه شيء منه، وسيجزيهم عليه والتنوين في { كُـلاًّ } عوض عن المضاف، أي: وإن كل المختلفين فيه. تنبيه في هذه الآية قراءات: قرئ (إن) و (لما) مخففتين ومشددتين، وبتخفيف (إن) وتشديد (لما)، وبعكسها. وهذه الأربع قراءات كلها متواترة. فأما الأولى: ففيها إعمال (إن) المخففة، وهي لغة ثابتة عن العرب، واللام في (لما) لأمر الابتداء، وداخلة في خبر (إنْ). و (ما) إما موصلة بمعنى (الذين) واقعة على من يعقل، واللام في { لَيُوَفِّيَنَّهُمْ } جواب قسم مضمر. أي: وإنْ كلا للذين، والله! ليوفينهم، وإما نكرة موصوفة، والجملة القسمية وجوابها صفة (ما). أي: وإن كلاَّ لخلق، أو لفريق، والله ليوفينهم. وقيل: اللام الأولى موطئة للقسم، ولما اجتمع اللامان، واتفقا في اللفظ، فصل بينهما بـ (ما)، فهي زائدة لإصلاح اللفظ. وقيل: اللام المذكورة هي الفارقة بين المخففة والنافية. وقيل: إنها جواب القسم كررت تأكيداً. وأما الثانية: وهي تشديدهما، فـ (إن) على حالها، وما بعدها منصوب على أنه اسمها، و (لمّا) بمعنى (إلاّ) أو جازمة بمعنى (لم) ومجزومها محذوف. أي: لما يمهلوا، أو لما يوفوا أعمالهم إلى الآن، وسيوفونها. وأما الثالثة: وهي تخفيف (إن) وتشديد (لما)، فـ (إن) مخففة عاملة كما تقدم، و (لما) بمعنى (إلا) أو جازمة أيضاً. أو (إنْ) نافية بمنزلة (ما) و (لما) بمعنى (إلا) و { كُـلاًّ } منصوب بمضمر، أي: وما أرى كلاَّ إلا. وأما الرابعة: وهي تشديد (إن) وتخفيف (لما) فواضحة. فـ (إن) هي المشددة عملت عملها. والكلام في (اللام) و (ما) مثل ما تقدم أولا من الوجوه الأربعة في (اللام) والثلاثة في (ما). وثَمَّت قراءات أخر فلتراجع في " السمين " وغيره.