الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } * { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } * { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }

{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } أي: لكفور. يكفر نعمه ولا يشكرها. أي: لا يستعملها فيما ينبغي ليتوصل بها إليه.

قال المهايمي: أي: لكفور، فيوجب قتاله بهذه الخيول وقهره بهذا الغضب. وعن أبي أمامة: الكنود: الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي: وإن الإنسان على كنوده لشهيد يشهد على نفسه به، لظهور أثره عليه. فالشهادة مستعارة لظهور آثار كفرانه وعصيانه بلسان حاله.

قال القاشاني: لشهادة عقله ونور فطرته إنه لا يقوم بحقوق نعم الله، ويقصر في جنب الله بكفرانه { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } أي: وإنه لحب المال والدنيا وإيثارها، لقويّ. ولحب تقوى الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس وإنه لحب الخير الموصل إلى الحق، شديد منقبض، غير هش منبسط. أو اللام للتعليل. أي: إنه لأجل حب المال بخيل. فلذلك يحتجب به غارزاً رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه، مشغولاً به عن الحق، معرضاً به عن جنابه.