الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ }

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد نوح { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } يعني هوداً وصالحاً وإبراهيم ولوطاً وشعيباً، { فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ } أي: الآيات الدالة على صدقهم، المفيدة هدايتهم { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ } أي: بسبب تعودهم تكذيب الحق، وتمرنهم عليه؛ لأنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية، مكذبين بالحق، فحالهم بعدها، كحالهم قبلها. هذا على أن ضمير { كَانُواْ } و { كَذَّبُواْ } لقوم الرسل. وَجَازَ عَوْدُ ضمير { كَانُواْ } لقوم الرسل، و { كَذَّبُواْ } لقوم نوح. أي: ما كان قوم الرسل ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح أي: بمثله. { كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } أي: المجاوزين مقتضيات حقائق الأشياء، بخذلانهم.