{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } أي: خلقه لكم لتستقروا فيه من نصبكم وكلالكم { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } أي: مضيئاً، تبصرون فيه مطالب أرزاقكم ومكاسبكم. قيل: الآية من باب الاحتباك، والتقدير: جعل الليل مظلماً لتسكنوا فيه، والنهار مبصراً لتتحركوا فيه لمصالحكم، فحذف في كل من الجانبين ما ذكر في الآخر، اكتفاء بالمذكور عن المتروك. وإسناد الإبصار إلى النهار مجازي، كقوله:* ما ليل المحب بنائم * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي: الجعل المذكور { لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } أي: هذه الآيات ونظائرها، سماع تدبر واعتبار. ثم شرع في نوع آخر من أباطيلهم بقوله تعالى: { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً... }.