الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عما كان يسمعه من تآمرهم في إيصال مكروه له، ومجاهرتهم بتكذيبه، ورميه بالسحر ونحوه أي: لا تتأثر بقولهم، وشاهد عزة الله وقهره لتنظر إليهم بنظر الفناء، وترى أعمالهم وأقوالهم، وما يهددونك به كالهباء. فمن شاهد قوة الله وعزته يرى كل القوة والعزة له، لا قوة لأحد ولا حول. فقوله تعالى:فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ } [النساء: 139]، تعليل للنهي على طريقة الاستئناف، كأنه قيل: ما لي لا أحزن؟ فقيل: إن العزة لله، أي الغلبة والقهر في ملكته وسلطانه، لا يملك أحد شيئاً منها أصلاً، لا هم ولا غيرهم، فهو يغلبهم، وينصرك عليهمكَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ } [المجادلة: 21]إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } [غافر: 51]. وقوله { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } أي: لأقوالهم فيك، فيجازيهم { ٱلْعَلِيمُ } أي: لما ينبغي أن يفعل بهم.