{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً } للعالمين بالنهار { وَٱلْقَمَرَ نُوراً } أي: لهم بالليل، والضياء أقوى من النور. { وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } الضمير لهما، بتأويل كل واحد منهما، أو للقمر، وخص بما ذكر، لكون منازله معلومة محسوسة، وتعلق أحكام الشريعة به، وكونه عمدة في تواريخ العرب { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } أي: حساب الشهور والأيام، مما نيط به المصالح في المعاملات والتصرفات { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي: بالحكمة البالغة { يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: يبين الآيات التكوينية أو التنزيلية المنبهة على ذلك لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الكائنات، فيستدلون بذلك على وحدة مبدعها. قال السيوطي: هذه الآية أصل في علم المواقيت والحساب ومنازل القمر والتاريخ. ثم نبه للاستدلال على وحدانيته سبحانه أيضاً بقوله: { إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ... }.