الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي: بل أيقولون. فـ (أم) منقطعة مقدرة بـ (بل والهمزة) عند الجمهور، والهمزة للإنكار. أي: ما كان ينبغي ذلك. وقيل: متصلة، ومعادلها مقدر. أي: أيقرون به بعد ما بينا من حقيقته أم يقولون افتراه. { قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } أي إن كان الأمر كما تزعمون، فأتوا، على وجه الافتراء، بسورة مثله في البلاغة، وحسن الصياغة، وقوة المعنى. فأنتم مثلي في العربية والفصاحة، وأشد تمرنا في النظم { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي: ادعوا من دونه تعالى، ما استطعتم من خلقه، للاستعانة به على الإتيان بمثله - إن صدقتم في أني اختلقته - فإنه لا يقدر عليه أحد.

قال أبو السعود: وإخراجه سبحانه من حكم الدعاء، للتنصيص على براءتهم منه تعالى، وكونهم في عدوة المضادة والمشاقة، لا لبيان استبداده تعالى بالقدرة على ما كُلِّفوا، فإن ذلك مما يوهم أنهم لو دعوه تعالى لأجابهم إليه.