{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } بالإمطار والإنبات، وهل يمكن إلا ممن له التصرف العام فيها { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ } أي: من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذي سويا عليه من الفطرة العجيبة، كقوله تعالى:{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ } [الملك: 23]. { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } يعني: النسمة من النطفة، أو الطير من البيضة، أو السنبلة من الحب، { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي: ومن يلي تدبير أمر العالم كله، بيده ملكوت كل شيء، تعميم بعد تخصيص. { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } إذ لا مجال للمكابرة لغاية وضوحه { فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي: أفلا تخافون بعد اعترافكم، من غضبه لعبادة غيره، إتباعاً للهوى.